الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية هـل يعصـف ترامــب بالحركات الإخوانية؟

نشر في  16 نوفمبر 2016  (11:27)

 بات فوز دونالد ترامب من الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، امرا يؤرق الكثيرين وأصبح هاجسا «مرعبا» للعديدين خاصة منهم الاسلاميين أينما وجدوا..
وفي إطار التغيير المنتظر في السياسات الأمريكية بعد انقلاب موازين القوى وفوز الحزب الجمهوري الذّي بيّن بالكاشف مناهضته لكل الأنظمة والتيارات الإسلاموية المتطرفة سواء بأمريكا أو بالعالم اجمع وخاصة العربي... وحول انعكاسات هذه التغييرات على تونس والعالم العربي كان لاخبار الجمهورية حديث مع عدّة وجوه حول هذه المسألة ..

أحمد ونيّس يدق ناقوس الخطر على القضية الفلسطينية والعرب

 أكّد الديبلوماسي أحمد ونيّس انه لا وجود لانعكاسات مباشرة من هذا الفوز في تونس حيث ستكون هنالك استمرارية ادارية طبيعية صلبها خاصة وأنها ليست معنية بالرهانات العالمية الخطيرة، معتبرا في ذات السياق انّ المجتمع الامريكي يقدّر خروج بلادنا من عالم الاستبداد ودخولها الى عالم الديمقراطية على حد تعبيره..
في المقابل قال ونيس: «لكن رغم هذا فنحن أصحاب قضية ولدينا تعلّق بالقدس واستقلال الشعب الفلسطيني واحترام حقوقه السياسية والترابية والانسانية، وقد أصبحت اليوم هذه القضية والمبادئ مهدّدة بحكم التلاقي بين مصالح اللوبي اليهودي ومصالح اليمين المتشدد الأمريكي الذي وضع دونالد ترامب في سدّة الحكم وهذه تحوّلات تهدد حينيا العالم العربي وآجلا كل إفريقيا وكل آسيا وكل أمريكا اللاتينية».
وأضاف متابعا انّ «التحول والتطور صلب التنمية السياسية وتفتح المجتمع الامريكي الذي جعل من الاقليات التي كانت محرومة من المساواة ومن الحكم جعلها ترتقي شيئا فشيئا وكان رمز هذا التحول باراك أوباما وكانت ايضا هيلاري كلينتون ستواصل هذه الرمزية»، واعتبر انّ هذا التحوّل تم قطعه وكسره بفوز ترامب على حد قوله..
في ذات السياق،  قال أحمد ونيّس ان اللوبي الاسرائيلي وضع كل قوته في فوز ترامب داعيا الى الحدّ من الكتمان وضرورة الايمان  بأنّ هنالك اخطارا اسرائيلية قوية قادمة على العالم العربي بحكمة المنزلة القوية للولايات المتحدة في الامم المتحدة وفي القرارات التي يتخذها مجلس الامن وفي الواجهات الحربية التي مازالت دول المشرق العربي تعاني من ويلاتها..
وختم مداخلته قائلا إنّ كل هذه العناصر ستخدم مصالح اسرائيل ونحن مازلنا ننتظر التطمينات التي مازالت لم توجهها الاوساط الامريكية والتي اعتبر انها لن تتوجه مستقبلا..

عبد اللطيف الحناشي: السياسة الأمريكية ستتغير نحو الأسوأ

 اعتبر المحلل السياسي وعالم الاجتماع عبد اللطيف الحناشي انّ الانعكاسات ستكون متفاوتة بين منطقة واخرى من العالم العربي، معتبرا انّه بالنسبة لمنطقة المشرق العربي هناك ثوابت بالنسبة للسياسة الخارجية لن تتغيّر وخاصة من طبيعة الصراع العربي الاسرائيلي في حين ان التغيير الجزئي سيكون في بقية بؤر التوتر العراق وسوريا تحديدا اذا اخذنا بعين الاعتبار الخطاب الانتخابي لترامب الذي وعد بانكماش امريكا خارجيا....
اما بالنسبة للانعكاسات على بقية الدول العربية، فاعتبر الحناشي انّه يمكن ايضا النظر اليها من زاويتين بالنسبة لدول الخليج هناك مصالح استراتيجية تتعلق بموارد الطاقة ويظهر ان الرئيس الجديد سيخفّص اهتمامه من تلك المنطقة، خاصة وان بلاده لم تعد تعتمد كما السابق على بترول تلك المنطقة بل قد تتغير السياسة الامريكية نحو الاسوا اتجاه تلك الدول..
اما بالنسبة للمغرب العربي فاعتقد محدّثنا ان مصالح الولايات المتحدة محدودة  مقارنة ببقية المناطق لذلك فلن تغير كثيرا مما هو سائد، اما بالنسبة للاسلام السياسي فاعتقد الحناشي ان المراجعة قد حصلت حتى في عهد الرئيس اوباما وسيستمر الرئيس الجديد في هذا النهج بل قد يتعزز هذا المنحى اكثر باعتبار انه وعد بالاهتمام اكثر بالشؤون الداخلية او ما يعرف ب(سياسة الانكماش)..
أمّا بخصوص انعكاسات هذه النتائج الانتخابية الامريكية على تونس، فقال الاستاذ عبد اللطيف الحناشي انّها ستكون محدودة لكنها مرتبطة بالسياسة العامة للادارة الجديدة اولا بالاسلام السياسي وببعض الاطراف السياسية التي ترتبط او ارتبطت بنظام اوباما والسيدة كلينتون، مشيرا الى انّ  ان الامر قد يرتبط بتوجهات السياسة الخارجية الجديدة خاصة نحو افريقيا ومدى اهتمامها بالازمة الليبية...
وبشكل عام شدّد محدّثنا في ختام مداخلته على ان  خطاب الحملة الخاص بالاهتمام بالقضايا الخارجية سيظلّ حالما وسينكسر على جدار المصالح الاقتصادية والاستراتيجية والتنافس» وفق تعبيره..»

عمّار عمروسية يكشف الرسائل «الخفيّة» لبيان حركة النهضة

هذا كما كان لنا مداخلة مع القيادي بالجبهة الشعبية والنائب عنها بمجلس الشعب عمّار عمروسية لبسط قراءته حول انعكاسات فوز ترامب على الساحة التونسية والعربية وتحليله لبيان حركة النهضة التي كانت «سبّاقة» في إصدار بيان لتهنئة «حاكم» أمريكا الجديد فور انتشار أخبار صعوده..
فاعتبر عمروسية في معرض حديثه انّ الانتخابات الامريكية كانت في هذه المرة استثنائية وبنكهة خاصة ألا وهي نكهة التأزم الذي تعيش على وقعه أمريكا على جميع الاصعدة، معتبرا ان اللافت للانتباه في ترامب هو انه جاء بخطاب شعبوي جديد ذو ابعاد عنصرية ومعادية للتعدد الثقافي والتنوع سواء كان في امريكا او خارجها وهو ما كان له الوقع والأثر الشديدين في صفوف غير المناصرين له..
وقال محدّثنا ان «الانتخابات  الأمريكية كانت نتائجها بمثابة «الصدمة» للمعايير الرأس مالية ولرؤيتها للسياسة، مشيرا إلى ان صعود دونالد ترامب يحمل دلالات كثيرة أولها اختناق مفهوم الديمقراطية البرجوازية وثانيها عكس إرادة الشعب الامريكي الذي بات يريد التغيير واراد معاقبة تصور المؤسسات للسياسة في النطاق الداخلي والخاجي..
وتابع القيادي بالجبهة الشعبية حديثه معنا قائلا ان عهد ترامب سيكون مغايرا ومختلفا رغم الاستمرارية الطبيعية في كل المستويات خاصة الخارجية، معتبرا في المقابل انّ عهده سيحمل سياسات جديدة ومختلفة للوطن العربي بما في ذلك تونس..
وفي تفسير لما أدلى به قال عمروسية ان المعروف هو ان دول الخليج العربي والتنظيم الدولي للاخوان المسلمين بما في ذلك حركة النهضة التونسية، كانت مندفعة ومتحمسة مع الديمقراطييين لاعتبارات عديدة تتعلّق بسياسة هذا الحزب الذي مثّل راعي صعود الاسلام السياسي في المنطقة العربية وهو ما فسّر التخوف من إمكانية سياسات الجمهوريين التي ستكون معادية لهم..
وتابع قوله «ولذلك فإن الذهول والصدمة كان وقعهما كبيرا في وسط النظام الرسمي العربي بما في ذلك الإخوان المسلمين، وجميع حركات التطرّف الإرهابي في سوريا والعراق..
وبخصوص تحليله لبيان حركة النهضة التي كانت من أول الاحزاب السياسية في تونس التي بادرت في إصدار بيانات تهنئة لترامب الرئيس الامريكي الجديد، قال محدّثنا انّ ما جاء في بيان النهضة يحتوي على العديد من الرسائل من بينها كسب ودّ الساكن الجديد للبيت الأبيض وكذلك طمأنة أنصار حركة النهضة وتبديد مخاوفهم على حدّ تعبيره..

علية عميرة الصغيّر: لا يضير جماعة الاخوان تغيير «المشعل»

بدوره اعتبر المؤرخ والمحلل السياسي علية عميرة الصغير حول ذات المسألة انه لا يَضير جماعة الإخوان تغيير المُشغّل وفق تعبيره، مفسّرا قوله بأنّ «حكم الحزب الديمقراطي او الحزب الجمهوري، حكم ترامب أو حكم هيلاري كلينتون ، الإخوان من مصر للأردن وصولا لتونس والمغرب ، هم دائما في خدمة القوى الحامية وقوى الاستعمار القديمة والجديدة»..
وأضاف متابعا: «بدؤوا سنة 1928 مع حسن البنا وشركة قنال السويس والانقليز ويواصلون مع الامريكان وحتى مع الشيطان، في خدمة حماتهم ومشغّليهم ضد شعوبهم ، فقط يتركونهم يمارسون تجارة الدين وتجارة المال ، هدايا و رشاوى  سمسرة بكل لون، لأنهم ببساطة لا يؤمنون بالوطن ولا بمصالح شعوبهم».
كما اعتبر عميرة الصغير انّ السؤال الذي يؤرّقهم هو: «هل سيجدّد لهم ترامب العقد؟ او هل ستستغني الإدارة الأمريكية مع الرئيس الجديد عن خدماتهم ؟ على كل هم اعلنوا الولاء متزلفين»، مضيفا «نترقب وليس طويلا»..


منارة تليجاني